السلآآم عليكم ورحمة الله وبركــآته
**
*
من الناحية العلمية ..كيف نام أهل الكهف ؟؟
حتى ينام أصحاب الكهف بصورة هادئة وصحيحة هذه المدة الطويلة من دون تعرضهم للأذى
والضرر وحتى لا يكون هذا المكان موحشا ويصبح مناسبـا لمعيشتهم فقد وفر لهم الباري عز وجل
الأسباب التالية :
1- تعطيل حـاسة السمع:حيث إن الصوت الخـارجي يوقظ النائم وذلك في قوله تعالى
( فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا )
الكهف/11
والضرب هنا التعطيل والمنع أي عطلنا حاسة السمع عندهم مؤقتا والموجودة في الأذن والمرتبطة
بالعصب القحفي الثامن .ذلك إن حاسة السمع في الإذن هي الحاسة الوحيدة التي تعمل بصورة
مستمرة في كافة الظروف وتربط الإنسان بمحيطة الخارجي .
2- تعطيل الجهاز المنشط الشبكي ( ascending reticular activating system )
الموجود في الجذع الدماغ والذي يرتبط بالعصب القحفي الثـامن أيضا (فرع التوازن)حيث
إن هذا العصب له قسمـان :
الأول مسـؤول عن السمع والثـاني مسؤول عن التوازن في الجسم داخليـا وخارجيـا
. ولذلك قـال البـاري عز وجـل (فضربنا على آذانهم) ولم يقل (فضربنا على سمعهم )
أي إن التعطيل حصل للقسمين معـا وهذا الجهـاز الهـام مسؤول أيضـا عن حـالة
اليقظة والوعي وتنشيط فعـاليات أجهزة الجسم المختلفة والإحسـاس بالمحفزات جميعا
وفي حـالة تعطيلية أو تخديره يدخل الإنسـان في النـوم العميق وتقل جميع فعـالياته
الحيويه وحرارة جسمه كمـا في حـالة السبـات والانقطـاع عن العالم الخــارجي
قال تعالى
(وَجَعَلْنَـا نَوْمَكُمْ سُبَـاتاً )
النبأ/8
والسبات هو النوم والراحه (والمسبوت) هو الميت أو المغشى عليه
(راجع مختار الصحاح ص 214).
فنتج عن ذلك ما يلي :
أ-المحافظة على أجهزتهم حية تعمل في الحد الأدنى من استهـلاك الطاقة فتوقفت عقـارب
الزمن بالنسبة لهم داخل كهفهم إلا إنها بقيت دائرة خارجه (كالخلايـا والانسجه التي تحافظ
في درجات حرارة واطئة فتتوقف عن النمو وهي حية ).
ب-تعطيل المحفزات الداخلية التي توقظ النائم عادة بواسطة الجهاز المذكور اعلاه كالشعور
.بالألم أو الجوع أو العطش أو الأحلام المزعجة ( الكوابيس )
3- المحافظة على أجسامهم سليمة طبيـا وصحيـا وحمياتهـا داخليا وخارجيا والتي منها :
أ- التقليب المستمر لهم أثناء نومهم كما في قولة تعالى
( وَتَحْسَبُهُـمْ أيقاظـاً وَهُمْ رُقودٌ وَنُقلّبُهُمْ ذاتَ اليْمَين وذاتَ الشّمَـالِ )
الكهف/18
لئلا تـآكل الأرض أجسـادهم بحدوث تقرحات الفراش في جلودهم والجلطـات في
. الأوعية الدموية والرئتين وهذا ما يوصي به الطب ألتـأهيلي حديثا في معـالجة المرضى
. فاقدي الوعي أو الذين لا يستطيعون الحركة بسبب الشلل وغيرة .
ب- تعرض أجسـادهم وفناء الكهف لضيـاء الشمس بصورة متوازنة ومعتدلة في أول
النهـار وآخرة للمحافظة عليها منعاً من حصول الرطوبة والتعفن داخل الكهف في حالة
كونه معتما وذلك في
قولة تعالى
(وَتَرَى الشَّمس إذا طَلَعتْ تَزاورُ عن كهْفِهمَ ذاتَ الْيَمين
وإذا غرَبتْ تَفْرضُهُمْ ذاتَ الشِّمـال )
الكهف/17
والشمس ضرورية كما هو معلـوم طبيا للتطهير أولا ولتقوية عظـام الإنسان وأنسجته
. بتكوين فيتـامين د (vitamin d )عن طريق الجلد ثانيا وغيرها من الفوائد ثالثا .
يقول القرطبي في تفسيره :
وقيل
( إذا غربت فتقرضهم ) أي يصيبهم يسير منها من قراضة الذهب والفضة أي تعطيهم
الشمس اليسير من شعـاعها إصلاحـا لأجسـادهم فالآية في ذلك بـأن الله تعـالى
آواهم إلى الكهف هذه صفته لأعلـى كهف آخر يتـأذون فيه بانبسـاط الشمس عليهم
في معظم النهـار والمقصـود بيـان حفظهم عن تطرق البـلاء
وتغير الأبدان والألـوان إليهم والتـأذي بحر أو برد )القرطبي ،الجـامع لأحكـام القران ،
ج1 ص 369،دار الكتاب العربي –القاهرة 1967.)
ج - وجود فتحة في سقف الكهف تصل فناءه بـالخارج تساعد على تعريض الكهف إلى
جو مثالي من التهوية ولإضاءة عن طريق تلك الفتحة ووجود الفجوة
(وهي المتسع في المكان )
في الكهف في قولة تعـالى
(وَهُمْ في فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ مَنْ يَهْدِ اللهُ فهُوَ الْمُهتْـدى وَمَنْ يُضْلِلْ فلَنْ تَجِدْ
لَهُ وليـاَ مُرْشداً )
الكهف /17.
د -الحمـاية الخارجية بإلقاء الرهبة منهم وجعلهم في حالة غريبة جدا غير مألوفة لا هم
بالموتى ولا بالإحيـاء (إذ يرهم الناظر كالأيقاظ يتقلبون ولا يستيقظـون بحيث إن من
يطلع عليهم يهرب هلعا من مشهدهم وكـان لوجود الكلب في بـاب فناء الكهف
دور في حمايتهم لقولة تعـالى
(وَكلْبُهُمْ باسِط ذِراعِيْهِ بالْوَصيدِ لَوْ اطَّلعْتَ عَلْيَهمْ لَوَلَيتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلمُلِئْتَ مِنْهُمً رُعْبـاَ )
الكهف / 18.
إضافة إلى تعطيل حاسة السمع لديهم كما ذكرنا أعلاه كحماية من الأصوات الخارجي
يـتـبـ ع[/size][/size]